درويـــشـــــيات

السبت، 10 أكتوبر 2009

فوز الألمانية "مولر" بنوبل.. ثأر من النازية والشيوعية

محمود أبو بكر

حضر المعيار السياسي في منح الجائزة

أعلنت اليوم الأكاديمية السويدية عن فوز الكاتبة الألمانية "هيرتا مولر" بجائزة نوبل للآداب، وتبلغ قيمة الجائزة حوالي 10 ملايين كراون سويدي (1.4 مليون دولار أمريكي) وهو ما وصف بأنه استمرار الثأر من النازية والشيوعية على حد سواء.

فالفائزة اشتهرت بأعمالها التي صورت فيها الأوضاع المزرية للمحرومين من الرومانيين خلال عهد جاوتشيسكو في فترة الحرب العالمية الثانية.

وعن ذلك قال الأديب المصري ومدير تحرير جريدة أخبار الأدب المصرية عزت قمحاوي: "الجائزة تدلل على الرغبة في استمرار الانتقام من النازية والشيوعية، ومع ذلك لا يمكننا أن نحكم على قيمتها الأدبية بسبب عدم وجود ترجمة عربية لأعمالها".

"وهذا يعني أن على العرب الانتظار شهورا حتى تصلهم الأعمال المترجمة لمولر الفائزة بنوبل لعام 2009".

وتنحدر عائلة مولر من أقلية تتحدث الألمانية في رومانيا، وقام الشيوعيون الرومانيون بترحيل والدتها إلى معسكر اعتقال في الاتحاد السوفيتي بعد عام 1945؛ وهو ما جعلها تنقل في أعمالها مشاعر الغربة والمطاردة لأسباب سياسية.

ثأر

وعن فوز مولر من بين المرشحين للجائزة يقول قمحاوي: "من ينظر لسيرتها الذاتية يجد أن نوبل تضع في اعتباراتها أمرين في منحها هذه الجائزة: الأول: ثأر الغرب مع النازية وهو أمر يحضر دوما، والثاني: الثأر من الشيوعية في رومانيا؛ فالجائزة تدين الشيوعية، وكذلك التعاون بين رومانيا والنازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ويضيف: "عند النظر لأهم ما كتبته الشاعرة والكاتبة نجد أنها تركز على معاناة الرومانيين تحت حكم جاوشيسكو، ومعاناة الرومان مع الروس؛ وهي بذلك كانت تدين التعاون الروماني مع النازية في فترة الحرب العالمية الثانية وهذا يعتبر أحد معايير نوبل المهمة".

ويضيف قمحاوي: نوبل في الآداب جائزة لا يستهان بها، ودوما ما يكون المعيار الأدبي موجودا وحاضرا، لكن هذا لا يعني غياب المعيار السياسي عن الجائزة؛ فالجائزة تضع معيار نضالات الكتاب في الحسبان وتحديدا أمام النازية والشيوعية؛ وهذا في الحقيقة أمر خارج عن الأدب.

هرتا مولر

بدأت مولر حياتها الإبداعية في عمر الـ29 عندما فقدت وظيفتها كمدرسة، بعد أن رفضت أن تعمل مخبرة للشرطة السرية الرومانية داخل المصنع.

ونشرت أول أعمالها الأدبية، وهي مجموعة قصص قصيرة، في رومانيا باللغة الألمانية في عام 1982، وفي عام 1987 غادرت مع زوجها إلى ألمانيا.

وقد هرب عمل مولر الأدبي الأول من رومانيا ونشر كاملا في الخارج، بعد أن تعرضت النسخة الرومانية إلى مقص الرقيب الحكومي خلال العهد الشيوعي.

وحصلت مولر فيما بعد على عدة جوائز أدبية منها جائزة إمباك في دبلن بأيرلندا عام 1998. ومن المنتظر أن تتسلم مولر جائزتها في احتفال خاص يقام في الأكاديمية السويدية، ومن المقرر تسليم الجائزة في العاشر من كانون الأول.

وكانت الأكاديمية المانحة للجائزة قد وصفت مولر التي تعيش حاليا في ألمانيا (56 عاما) بأنها كاتبة "عكست حياة المحرومين من خلال الشعر والنثر الصريح".

ومن أهم أعمالها رواية بعنوان:Der Fuchs war damals schon der" J?ger " ونشرت بالإنجليزية تحت اسم: " The Passport" وهي تحكي قصة فتاة صغيرة تعيش في قرية رومانية تتحدث الألمانية وتحلم بالهجرة إلى شرق ألمانيا.

أما آخر روايات هيرتا فهي رواية بعنوان: " Atemschaukel" وترجمت إلى الإنجليزية تحت اسم: " Everything I Possess I Carry With Me" ونشرت في أغسطس الماضي، والقصة تحكي حياة صبي عمره 17 عاما يعيش في معسكر للعمال في أوكرانيا، وقالت صحيفة فرانكوت فورت الناطقة بالإنجليزية إنها رواية يصعب نسيانها؛ فهي مؤثرة وتصف بمنتهى الواقعية والصدق حياة العمال.

وتستخدم هيرتا في رواياتها العديد من العبارات المستمدة من فترة حياتها في رومانيا؛ حيث تسود العبارات الاحتجاجية؛ ففترة حياتها هناك أثرت في كتاباتها بشكل كبير؛ فهي تقول عن هذه الفترة إنها بالفعل هاجرت من رومانيا إلى ألمانيا عندما كانت صغيرة إلا أنها لم تنس أبدا ذكرياتها في رومانيا؛ فتجربة الحياة تحت حكم ديكتاتوري كانت أكثر التجارب تأثيرا في حياتي فأنا أحمل معي الذكريات أينما أكون.

وبفوز هيرتا بالجائزة هذا العام تكون هي المرأة الثانية عشرة التي تفوز بالجائزة منذ بداية منحها عام 1901.

لا ترجمة للعربية

وعن غياب ترجمة أعمال الكاتبة مولر للعربية قال الأديب قمحاوي: أعتقد أن الـ20 لغة التي ترجم إليها منجز مولر الأدبي لم تكن اللغة العربية منها؛ وهذا يدلل على المشكل العميق في حركة الترجمة العربية، فرغم وجود مجموعة من المبادرات إلا أنها عشوائية جدا، ولم تضع إلى الآن معالم مشروع ترجمة يعتد به.

ويضيف: "نحن ننتظر أن يختار لنا الغرب من نقرأ له عن طريق اختيار فائزيه ومستحقي جوائزه".

وكانت الجائزة هذا العام قد شهدت تنافسا كبيرا بين عدد من الأدباء حول العالم أبرزهم الجزائرية فاطمة الزهراء إيمالاين المعروفة بـ"آسيا جبار"، والأمريكي فيليب روث، والكاتب "الإسرائيلي" عاموس عوز، والسوري علي أحمد سعيد المعروف بـ "أدونيس".

وقد جاءت التوقعات قبل إعلان النتيجة النهائية بفوز الألمانية هيرتا مولر تصب لصالح عاموس عوز؛ على اعتبار أنه رشح للجائزة العام الماضي، كما أنه حاصل على عدة جوائز من بلدان أخرى.


صحفي مصري مهتم بالشأن الثقافي

هناك 4 تعليقات:

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

مممممممممممم

اول تعليق

اشوف وارجع تانى

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

قشطه

انا اول وتانى تعليق عندك ياقمر
مبروك عليا

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

كلام جميل مأقدرش اقول حاجه عنه

تسلم ايديك على البوست يا جمل

مودتى لحضرتك
ايناس

أحمد مصطفى درويش .............. دروى يقول...

شكراايناس
وعقبال يارب مشوفك كده فايزه بنوبل فى أى حاجه إن شالله حتى لو فى التعليقات