جلس شارد الذهن مهموم البال واضح عليه همه ، صمته الطابق على سحنته ، عينه التى لا تتحرك منة ولا يسرة ؛ صخرتان شبيهتان
بالعين لا حقا عينان
ظل قابعا يفكر على استحياء :
هل حقا أصلح لها ؟!.
ماذا لو علمت بالحقيقة ؟!
وهل توافق هى على ذلك الوضع ؟!
بل هل أوافق أنا على تلك المهانة ؟!
ظلت الأسئلة تتردد كثيرا فى ذهنه ، تأتى تارة تنتصر لحبه وأخرى تنتصر لنفسه
سيل عارم من الأسئلة حتى أثقله ذلك ؛ ’’ آه ، يا رباه ما كل هذا الهم والقلق ‘‘
حتى أتعبته من كثرة ترددها وعدم قدرته على حسم قرار نهائى فى الأمر فقام مخنوقا كخارج من عنق زجاجة دفينه وفتح زجاج النافذة ،
لينظر منها إلى الشارع الفسيح حتى تتبدد همومه فى أجزاء ذلك الشارع فى حواريه وأزقته ويُتخطف حزنه مع كل نظرة لذاهب وآيب
حدثنى صديقى عن فتاة قابلها يوما ، وأعجب بها غاية الإعجاب
,وظل يحدثنى عنها بشغف واضح عن أخلاقها وهدوئها الشديد وهو كثيرا ما يفتن بالفتاة الهادئةالوادعة
تكرر لقائهما وتكرر كلامه معى عنها وازداد إعجابه بها ، كان يرى فيها الفتاة المناسبة فى أخلاقها وصمتها ، هدوئها الملائكى ،
طباعها ، رقتها المتناهية ، جمالها الخلاب كل ذلك جعله أثيرها .
كان يحافظ دائما على مقابلتها لأنه لم يرد أن يُذهب بفرصة واتته بل إنها أفضل الفرص على الإطلاق .
لم يخف عليه لحظة واحدة أنها شديدة الإعجاب هى الأخرى به .
بدى ذلك على وجهها ونظراتها تبادله نظرات إعجاب نظرة بنظرة رمته بها من اللحظة الأولى. وفى إحدى لقاءاته بها كانا يسيران معا
فسألها عن تاريخ ميلادها ، وشف السؤال عن شدة إعجابٍ بها فهو عادة يريد أن يعرف كل شئ عن من يحب
وبدت عنها حين سمعت منه ذلك السؤال ابتسامةً ً خفيفة حييّة
وكان فى ظنه أن تكون أصغر منه بعام مثلا أو أقل قليلا أو أكثر قليلا
ولكن كانت المفاجأة التى كانت شديدة الثقل على مسمعه أنها تكبره بخمسة أشهر
أحس بحالة من الغم شديدة ترتطم بقلبه بعد معرفته تاريخ ميلادها ؛ وصمت حينة من الزمن ووضح الغم والحزن جليلن كمنارتين على
وجهه الصامت
وحين سألته عن تاريخ ميلاده ابتدع لها تاريخ كاذب يكبرها بشهر ؛وسريعا ما استأذن فى أن يذهب لإدعاءه تعلقه بميعاد آخر وتركها
وذهب .
ومن حينها جالس يفكر وهو حزين ومهتم .
كأنه كان ينام فى حلم جميل واستيقظ فجأة قبل أن يتم الحلم ظل يفكر كثيرا ، ويصمت أكثر ، وحين يتحدث يبر لى موقفه ، وكأنه يدافع
عن نفسه ويبرءها فى ساحة محكمة .
كان صديقى من قرية صغيرة مجاورة وعندهم يحرّم أن تكون المرأة أكبر من زوجها ويضعون ذلك فى خانة المعايب التى لا يصح أن
نفعلها ؛ بل الرجل هو الذى يكبرها وبعدة سنوات .
حتى أنه ظل يستحقر ذلك أشد استحقار ،أن تكون شريكتة فى الحياة أكبر منه حتى لو كان ذلك بأيام فما البال بالشهور ودخل فى دوامة
من التفكير صامت مع نفسه
ماذا أفعل الآن ؟! من دواعى القوامة أن أكون أكبر منها .....
لا ليس شرطا ، الأهم من ذلك كله أنى وجدت فيها غايتى جمال وهدوء والأهم أخلاقها المحمودة كل هذا يغنينى عن أى شئ آخر؛ ولكن
كيف تنظر إلى ّ هى وأنا أصغر منها بخمسة أشهر ، إنها ستظل تذكرها فى عقلها وإن أظهرت غير ذلك أو أظهرت النقيض ، ستؤثر
حتما على علاقتكما معا ؛ ستهون مقامك فى تعاملها ؛ وتحس بفارق السن بينكما وأنها وإن لم تكن طويلة تلك المدة أكبر منك سنا ؛ لا
كل ذلك سيهون مع السنين ، ستطغى شخصيتك عليها والأهم أن تكون رجلا حقيقتا وتكون لك القوامة الحقيقية قوامة الرجال على
النساء
أن تكون رجلا رجلا ........... وانت رجل
إنك شخص تحظى باحترام الجميع , والجميع يقدرونك ويعلون من قدرك ، حتى من هم فوقك سنا يجلونك .
ولكن ماذا عن أمى ............ ماذا لوعلمت هى وأسرتى بالحقيقة ؟
أأخفيها عنهم وتظل طى الكتمان ؟! ...........
لا لن استطيع أن أعلن لهم مثل هذا الأمر ...........
إذن وإن سألونى عن عمرها ؟!........... ماذا سأجيب ؟! ..............
خاصة النساء يسألون عن مثل هذه الأمور التافهة .
بماذا سأرد ، هل أقول أكبر منها .......... ولو...........بكم ....... ؟!
تاريخ ميلادها المحدد ؟! أأكذب وأختلق تاريخ ميلاد
أنا لا استطيع الكذب .......... سريعا ما يظهر الكذب على وجهى
" حتى فى مثل هذه الأمر تكذب علىّ " ..........
آه من كلام امى ..... ألم تستطع أن تأتى بفتاة أصغر منك ولو بسنه ....أنا لا استطيع الكذب ؛ لااستطيع الكذب خيبت رجاء أمى حتى
فى مثل هذا الأمر
الجميع سيجعلوننى اضحوكة ويتلامزون بالنكات الجانبية ، خاصة النساء ........
وآه لو علم الرجال فى قريتى
لابد أن تتحدى العالم بأكمله إن كنت تحبها ، تحدى الجميع وأعلن عن اختيارك وتمسك به الأهم أنه اختيارك ، والأهم أنها الفتاة التى
التى إرتاح إليها قلبى ولكن من الصعب على ّ أن أكون أضحوكة لأحد ؛ فليعترض من يعترض وليسخر من يسخر ويوافق من يوافق
الأهم أنه اختيارى ..........
ماذا على القدر إن جعلنى أكبر منها ولو بيوم واحد ، يوم ليس أكثر ؛
لماذا يعذبنى هكذا ، يالك من قدر عنيد
وماذا لو استخرجت شهادة ميلاد مزوّرة لها تجعلنى أكبر منها وأثبت للزمن ولنفسى أنها جاءت الدنيا قبلى ولكنى أكبر منها
نعم ................ ما هذا الجنون والهراء وما فائدة ذلك كله إذا لم تستطع أن تواجه مشاكلك وأن تحلها .
ولكن كيف أعلنها لها ............. أأقولها صراحتا لها ......
أنت أكبر منى سنا ........... وهل توافق هى على ذلك الوضع
اعلم أنك ستهبط من نظرها إن قلت ذلك
لا أدرى ....... لا أدرى ........
نعم توافق إنها معجبة بى إن هذا ليس معضلة
ولكنها كانت معجبة بى قبل أن تعرف " الكارثة "
ربما تغيـّر رأيها إن عرفت ..... وربما تخضع لسطة العقل
الذى يرشدها لعدم الموافقة علىّ .
آآه .................. ياليتنى لم أسألها عن تاريخ ميلادها .