( أحمد يا درويش بالله عليك لا تنسى كتبى اللى عندك ، عايزها علشان الأمتحانات انتهت وعايز أقرأهم تانى ........ متنساش )
وختم كلامه معى بإبتسامته المعهودة ........ كانت النهاية معه بإبتسامه
كان هذا آخر لقائى برفيق الدرب وأخى الدعوة ..................
( سامح مصطفى سراج )
كان هذا فى لقاء الأسرة الذى يجمعنى بسامح ( رحمه الله ) ، واستأذنت أنا من الأخ النقيب لأنى كان عندى إمتحان ...... وتركتهم
واستأذن سامح ليودع الدنيا ......... لم أعلم أنها المرة الأخيرة التى أرى فيها ( سامح ) .....نعم ............ إنها الدنيا .
لا أستطيع تذكر أول مرة قابلت فيها سامح ، فأنا أعرفه منذ الإبتدائية لم يكن فى مدرستى ولكنى كنت أعرفه ، ثم جمعتنا زمالة فى
إعدادى حيث كنا فى مدرسة واحدة ، ثم كانت الصداقة القوية فى المرحلة الثانوية التى لم نفترق بعدها منذ سنتها الأولى كان سامح
حينها بدأ ينضج فكريا وبدأ يفهم أصول دعوته التى انتمى لها وهى دعوة الإخوان المسلمين .
عرف سامح الإخوان منذ أن كان فى الصف الثالث أو الرابع الإبتدائى ، وبدأ يدعونى للدخول معه والإنضمام للإخوان كنت أنا فى تلك
الفترة قد بدأت أهتم بالسياسة شيئا ما ، وبدأت اقرأ كتبا عن الإخوان والثورة ولكن كانت قراءاتى من كتابات أفراد الثورة وأتباعها
فأخذت صورة سيئة عن الإخوان وحصّلت معلومات كثيرة عن حوادث مختلفة ، وحين تكلم معى سامح أتعبته كثيرا بقراءاتى السابقة .
حتى أنه فى يوم ما بعد أن عدنا من المدرسة تكلم معى فى كل الحوادث التى ذكرتها له مثل حادث المنشية وحقيقة خلاف الإخوان مع
عبد الناصر وحل الجماعة وقتل النقراشى وغيرها .......... كان سامح قد استعان ببعض الإخوة فى معرفة تلك الأحداث ، ، ولولا
صبره على ّ لما كنت الآن بين صفوف الإخوان . ثم أعطانى كتابا أثر فى بشكل كبير وهو كتاب العلامة القرضاوى
( جيل النصر المنشود ) وكان هذا واحد من الأسباب التى ألحقتنى بالإخوان
( فجزاه الله عنى كل خير )
من كان يعرفه ـ رحمة الله عليه ـ يشهد له بهدوءة الشديد وابتسامته الدائمة وملاحة تفكيره وذكاءة فى التخطيط وتصرفاته القيادية
والله كانت تبدو عليه منذ الصغر حتى فى لعب الكرة حينما كنا نذهب إلى الملعب كان هو الذى يقسم الفرق وينظم اللعب ويحصّل
الإشتراك من الجميع ، فكانت تبدو عليه ملامح القيادة من الصغر
حتى فى العمل الدعوى مع الأولاد فى اللقاءات والرحلات كان هو الذى ينظمها وكان هو الذى يبدأ بالكلام ويمهد لنا ويدير اللقاءات
الإيمانية والتربوية حتى ـ والله ـ فى قيام الليل كان هو الذى يتقدم ويصلى ويدعى وكان بكّاء ًً من خشية الله
( هذا الكلام ليس من قبيل المبالغة على أنه كان صديقى ولكنها ـ والله ـ الحقيقة )
لقد رأى سامح رسول الله قبل مماته فى منامه وجاءه فى ليلته الأخيرة قائلا له ( إنك آتينا غدا يا سامح )
وقد عرف ـ رحمه الله ـ أنه سيموت قريبا من بشريات رسول الله التى بشره بها فقد قال لى أحد الإخوة أنه رآه ثلاث مرات يبشره فيها ,
وأنه اتصل به قبل مماته ينبئه فيها بالرؤى وبأنه اقترب أجله .
وقال لى والده أنه قد كتب وصية ً وذكر لى اسم الأخ الذى أعطاها له .
وأذكر فى المشهد ونحن نضعه فى قبره وكان قد انتابتنا نوبات من البكاء فقام فينا أخ كبير من البلدة وقال لنا ( من منكم قد صلى الفجر
اليوم ، إن هذا الأخ قد صلاّه ( وأشار إلى سامح ) ، من منكم قرأ ورده القرآنى اليوم ، إن هذا الأخ قد قرأه ، من منكم قال المأثورات
وصلى الضحى ، إن هذا الأخ قد فعلهما ، فلماذا هذا البكاء ؟ وأشار إليه وقال أبشر يا أخى إنك كنت حافظا لكتاب الله ومحفظا له لم
تقضى حياتك فى اللهو وإنما فى دعوة الله فأبشر ) ............................
إننى أشهد أن هناك أماكن ستشهد يوم القيامه على قيام الليل وأخرى على بكاءه فيها لله وثالثة على ذكره الله فيها وأخرى
وأخرى ...........
كنت جالس اليوم مع أبيه فقال لى والله ما أتعبنى فى حياتى يوما ما ، ويشهد لى بأنه كان هناك مسجدا جديدا بنى بجوار منزلهم فى آخر
البلده كان المسجد زوارة فى الفجر قليل جدا رجل أو رجلين لأنه مسجد بعيد عن البلده جيرانه قليلوكان هناك آخر زواره كثر ......
يقول لى ( والله كان يذهب ليصلى فيه الفجر يوميا وكانت تمر عليه أيام يفتح فيه المسجد ويؤذن وربما يصلى وحده وحين قال له أحد
الشيوخ اتركه وتعال صلى معنا فى مسجد الصحابة الذى يكون فيه عدد متوسط فى صلاة الفجر ، رفض بشده وأصر أن يفتح المسجد
فى صلاة الفجر حتى وإن صلى فيه بمفرده حتى لايغلق المسجد )
جلست مع أبيه ومع أمه والجميع راض ٍ عنه ونحن أصدقاءة نشهد له أنه كان خير الناس وشخصيا كان بالنسبة لى أخا ً مؤثرا جدا فىّ
وفى حياتى الدعوية ، وكان صاحب فضل كبير جدا على ، ( رحمه الله ) .
وكان الله فى عونى وعون إخوتى كيف أذهب للأسرة فى اللقاء القادم ولا أرى سامح بينا ؟ ..................
توفى سامح ...................... نعم ......... توفى سامح .