درويـــشـــــيات

الأحد، 2 أغسطس 2009

قميصك ........ ( بالعربى أحلى )

قميصك.. "بالعربي أحلى" آيات الحبال
الملابس أحلى بالعربية
"كلمني عربي"، "خليها بالعربي" جمل لفتت انتباه الكثيرين خلال الفترة الماضية، وهي كلمات أو جمل لم تكن مكتوبة على لوحة معدنية أو ورقية بل كانت مطبوعة على قمصان (تي شيرت) بألوان مختلفة وكذلك على حقائب من القماش الجميل. لا يتوقف الأمر الملفت، والذي ربما دعا إليه الكثيرون سابقا، على الجمل السابقة بل يمكنك أن تجد أو ترى شبابا يلبسون قمصانا جميلة من وجهة نظر الكثيرين بدلالة وجود من يرتديها، مكتوبا عليها كلمات من العامية المصرية وعلى سبيل المثال ستجد عبارات مثل: "يا 300 مرحبة"، "الشاي ع النار"، وكذلك ستجد أمثالا شعبية مثل: "عود درة وحداني في غيط كمون" (وهو مثل يدلل على أن هذا الشاب لا مثيل له في هذا المكان) وغيرها كثير من الجمل والتصميمات. وإن كنت من مرتادي "ساقية عبد المنعم الصاوي" في وسط القاهرة، وهي أحد أهم المراكز الثقافية الخاصة، حتما ستكون قد لاحظت معرضا متخصصا بالقمصان التي تدعو لجعل ما نرتدي أجمل من خلال لغتنا العربية. معرض قميص
الدكتور "عبد العزيز الجندي" أستاذ الفنون الجميلة في جامعة حلوان ومسئول "معرض قميص" في ساقية الصاوي تحدث عن فكرة معرضه قائلا: "فكرة المعرض أتت من خلال مجموعة الشباب من خريجي وطلاب كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والفنون التطبيقية ضمتهم جماعة (اللقطة الواحدة) والتي تقوم بالرسم في يوم محدد من كل أسبوع في مناطق مختلفة من القاهرة لدراسة معالم القاهرة". تابع حديثه قائلا: "من خلال النشاط السابق وجد الطلبة أن هناك كلمات ومناظر كثيرة مطبوعة على ملابسنا تحتوي على كلام يختلف مع هويتنا.. وبعد نقاش قرروا أن يبتكروا تصميمات من وحى بيئتنا تكون بأشكال أفضل من الموجودة بالأسواق تعكس هويتنا الثقافية.. ومن هنا خرج معرض قميص". ويتابع الجندي: "حاول المعرض المزج بين اللغة العربية الفصحى والعامية والأمثال الشعبية والمناظر المميزة لطبيعتنا المصرية والعربية.. قدم الشباب تصميمات تحمل لمحات من تراثنا المصري بشكل فكاهي للبورتريه النوبي وللمرأة في المناطق الشعبية القديمة التي ترتدي غطاء رأس مميزا.. امتد الأمر ونال عربة الفول المصرية الشهيرة... كل ذلك طبع بشكل فني جميل.. كما استخدموا منظر البيت الريفي وبرج الحمام بشكل فني جميل وبسيط أيضا، وغيرها من التصميمات المستوحاة من حياتنا". دهشة.. وإعجاب
ويسهب الدكتور الجندي المشرف على "معرض قميص": "أكثر ما أدهشني هو رد الفعل الإيجابي لدى الشباب، فلاحظت تحمسا من الشباب وإعجابا بالتصميمات، بل كان هناك من يعلق ويتساءل: لماذا هذه الجملة أو هذا التصميم؟ وهو ما حقق حالة من النقاش والحوار حول الفكرة". قلنا له البعض يرى أن المشكل في الشباب، فهو مغرم بالمنتج الغربي والكلام الغربي واللباس الغربي، فأجاب الجندي: "الشباب مظلوم إلى حد كبير وبخاصة الواعي منه، فالشباب بطبعه يحب التجديد، ولذلك تفاعل مع تصميماتنا، فوجدنا لديهم شغفا كبيرا لرؤية شيء كهذا، ولاحظنا ذلك في أكثر من مكان.. قمنا بعمل معارض في كلية الفنون الجميلة وجامعة القاهرة وساقية الصاوي والجامعة الأمريكية، وبالرغم من تباين مستوى الشباب الفكري فإنهم أبدوا إعجابهم بالفكرة بمضمونها ومشاركتهم فيها، نحن قدمنا لهم تصميما جديدا وجميلا ومبدعا". وأضاف متابعا: "نحن مهتمون بآرائهم ومقترحاتهم وهذا ما دفعنا إلى تطوير التصميمات حسب اقتراحات الشباب، نحن نضعهم بالحسبان دوما". يذكر أن الفكرة بدأت من جماعة "اللقطة الواحدة" منذ 5 سنوات حيث أقاموا أول معرض بعنوان "قميص" سنة 2005 بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وكانت البداية باستخدام أشكال مختلفة من الخط العربي ثم تم تطوير أسلوبهم أكثر من مرة طبقا لاقتراحات الشباب وإدخال اللمحات الفكاهية على تصميماتهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يقتصر معرض "قميص" فقط على القميص الرجالي، بل تم طباعة هذه التصميمات على الحقائب وملابس الأطفال أيضا. بالعربي أحلى
في "معرض قميص" التقينا أيضا بالمهندس "محمد شكري" الذي حدثنا عن جمعية "الخير كثير" التي تبنت فكرة مماثلة لـ"جماعة لقطة"، حيث قاموا على مشروع مماثل حمل عنوان "بالعربي أحلى". حدثنا "محمد شكري" عن المشروع قائلا: "وجدنا أن ما يكتب على الملابس أو ما يطبع عليها من صور للفنانين الأجانب أو الشخصيات الأجنبية الخرافية مثل (سوبر مان) و(بات مان) يعبر بشكل ما على قدوة الشباب وما يتطلع إليه، وما تمثله مثل هذه الشخصيات.. من هنا فكرنا أن نساعد الشباب على التفاعل مع قدوته العربية، وذلك من خلال مشروع تجاري وهو طباعة مجموعة تصميمات مستوحاة من الخط العربي ونابعة من ثقافتنا العربية". يضيف شكري: "بدأنا بـ3 تصميمات الأول كتبنا عليه كلمة (عربي) بـ13 لغة مختلفة مثل الإنجليزية والفرنسية والصينية والعبرية وجعلنا جملة (بالعربي أحلى) وسط كل هذه اللغات حتى يقوم المشاهد بعمل مقارنة بين الكتابة بالعربي وكتابة أي لغة أخرى، والثاني (البركة بالشباب) وهو تصميم آخر مستوحى من إعلان تلفزيوني وهدفنا منه هو تقريب الفكرة إلى شباب بشكل مألوف بالنسبة لهم، والثالث تصميم لحرف العين مكتوب بشكل قريب من الخط الكوفي". انطلق مشروع "بالعربي أحلى" بمعرض في جامعة القاهرة وعدة أماكن أخرى، حيث كان له رد فعل مبشر لدى الشباب.
مشكلة تجارية
غير أن مشكلة واجهت المشروع، وعنها يتحدث شكري: "يبدو أن فكرة التصميمات العربية غير مألوفة بالنسبة لنا، ولذلك رفض معظم أصحاب المحلات التجارية شراء التصميمات أو الترويج لها لأنها بالنسبة لهم شيء غير مضمون". قام أصحاب المشروع بعمل معرض لتصميماتهم، المعرض الأخير لجمعية "الخير كثير" في جامعة القاهرة تصفه "أميرة جمال" إحدى المشاركات في التنظيم ومسئولة المعرض تقول: "تباينت ردود الفعل... رحب الكثير بالفكرة واقترح علينا معظم الشباب عمل تصميمات مصورة بجانب الكلمات المكتوبة حتى تصبح جاذبة للانتباه بشكل أكبر". وللوصول للشباب بشكل أكبر وفي كل مكان قام أصحاب مشروع "معرض قميص" ومشروع "بالعربي أحلى" بترويج تصميماتهم من خلال جماعات على موقع "الفيس بوك" وذلك لضمان التواصل ولعمل استطلاع رأي لمعرفة الكلمات والتصميمات التي يريد الشباب طباعتها على القمصان ولا نقول الـ"تي شيرت" هذه المرة... وكل مرة. فما هي التصميمات والكلمات التي تريدونها على الملابس التي ترتدون؟ إنها دعوة للتفاعل مع مطلب عام، يستحق من الجميع المبادرة، تماما مثلما "جماعة لقطة" وجمعية "الخير كثير".
صحفية مصرية مقتبس لمعرفة المزيد يرجى زيارة الرابط التالى لموقع لإسلام أون لاين http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1248187304459&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout